من الأعمال المنتشرة بين جموع المسلمين قراءة القرآن على الميت زعما أن ذالك ترحما عليه أو لبركة في تلك القراءة أو غير ذالك فأردنا تبيان حكم المسألة من خلال عرض رأي شيخين جليلين بل احدهما تلميذ الآخر
أما
الأول فهو شيخ الإسلام الطاهر ابن عاشور هكذا لقب في جامع الزيتونة هو شيخ تونس
وعلامتها رحمه الله قد قال عنه تلميذه الشيخ ابن باديس أنه في جامع الزيتونة عرف هذا الرجل وكان ثاني الرجلين الذين يشار إليهما بالتحقيق الدقيق والرسوخ في العلم والإتساع في التفكير
فمن طالع تفسيره التحرير والتنوير الذي يقال أنه ألفه خلال أربعين عاما علم
سعة علمه ومن قرأ كتابه مقاصد الشريعة الإسلامية علم تبحرها فيها
ولإيضاح كلام
الشيخ وطريقة تطبيقه للقاعدة في هذه المسألة نقول تطبيقها يبنى على أصلين الأول : إثبات
عدم ورود ذالك عن النبي أو الصحابة رضوان الله عليهم والأصل عدم الورود إذ لو كان لنقل إلينا فمن ادعى غير ذالك فعليه بالدليل والأصل عدم التشريع إ القاعدة المنع في العبادات حتى يرد ما يدل على مشروعيتها والثاني : بعد ثبوت عدم ورود هذه الهيئة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقال مالسبب
الداعي لقراءة القرآن على الميت في قبره فإن ذكروا أي سبب كانتفاع الميت بالقرآن قيل لهم
ألم يكن هذا السبب موجودا في عهد رسول الله ومع ذالك لم يفعل هذا الفعل ولم يوجد
أي مانع يمنعه من الفعل فدل أن تركه للفعل مقصود لذاته وأن الترك هو السنة وأن
الفعل هو البدعة
فرحم الله
الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس والشيخ الطاهر بن عاشور