بسم الله الرحمن الرحيم
جاء الإسلام فكان شاملا لكل مناح الحياة واهتم بتوجيه الإنسان في كل جزئية من
جزئيات حياته ولقد فرض الله على عباده جملة من العبادات التي يبدوا ظاهرها أنها
سهلة الأداء خفيفة العذاب ولكن الحقيقة غير ذالك ومن ذالك عبادة الوضوء فالبعض
يتهاون في الوضوء ولا يعلم ما ورد فيه من وعيد ففي صحيح البخاري ومسلم أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال (( وَيْلٌ لِلأَعْقابِ مِنَ
النَّار ))
سبب ورود الحديث
أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا في سفر وقد قرب خروج الصلاة فتوضؤوا مسرعين
ليلحقوا بوقت الصلاة مما جعل بعضهم لا يتعهد مؤخرة القدم بالغسل فرآهم النبي
وأعقابهم تلوح بيضاء ليس عليها أثر الماء فقال(( وَيْلٌ
لِلأَعْقابِ مِنَ النَّار))
شرح الحديث :
في الحديث وعيد شديد على من تهاون في أي فرض من فرائض الوضوء ومما ينبغي
التنبيه له أن كثيرا من الناس يتهاون في إدخال المرفقين مع غسل الذراعين ويتهاون
في إدخال الكعبين مع غسل الرجلين أو يتهاون في غسل الوجه فلا يغسله كاملا
ومن الأخطاء التي تكثر ويجب التنبيه عليها أن غسل الذراعين يبتدأ من غسل
الأصابع حتى المرفقين فهذا فرض وهو الوارد في قوله تعالى (( وأيديكم إلى المرافق )) واليد تبدأ من الأصابع
مع التخليل بينها اما غسل اليدين إلى الكوعين فهو سنة ويكون في بداية الوضوء
وأيضا مما ينبغي التنبيه له أن لا يتهاون المسلم في عدد الغسلات فيغسل مرة
واحدة بحجة أن مازاد على الواحدة فلا يجب فإن العد لا يكون إلا بعد أن يمس الماء
كل العضو فلعله بغسلة واحدة لا يمس الماء بعض عضوه وهو يعتقد أن الماء قد مسه كله
فلا يحسب له غسل العضو فيكون وضوؤه باطلا وهو لا يدري وقد يحاسب على تهاونه
وأيضا مما ينبغي التنبيه له إستيعاب كامل الرأس أثناء مسحه وإن كان الخلاف في
إستيعابه معروف لكن ترك المختلف فيه الذي لا مشقة ولا ضرر فيه أفضل من المخالف
فالذي استوعب المسح فوضوؤه صحيح إجماعا بخلاف من اقتصر على بعضه