ابن باديس والمخالف
هذه
بعض ملامح فكر الشيخ إبن باديس وموقفه من المخالف
- التعاون في المصلحة العامة وتناسي الخلافات فقد قال في إحدى كلماته لما زار إحدا الزوايا بمستغانم (( ولما انتهينا من العشاء ألقيت موعظة في المحبة والأخوة ولزوم التعاون والتفاهم على أساسهما وأن لا نجعل القليل مما نختلف فيه سبباً في قطع الكثير مما نتفق عليه )) الآثار ج4 ص 311
- يرى أن التقرب إلى هؤلاء الطرقية أدعى لتعريفهم بمنهج الجمعية وقبول كلامه وإخراج من يستطيع من ضلالاته فلو عاملهم بالشدة والغلظة والهجر ما سمعوه ولا جالسوه بل وربما ناصبوه العداء جاء في آثاره (( لزاوية الشيخ ابن طكوك في مستغانم وكيل بلغه أنني أرغب في الذهاب إلى الزاوية للتعرف بأهلها وتعريفهم بالجمعية ومقاصدها )) ج4 ص 314
- العضوية للجمعية مفتوحة لكل جزائري لايخون الوطن صوفيا كان أو إباضيا في إطار التعاون على الصالح العام قال (( فكل طرقي مستقل في نفسه عن التسخير فنحن نمد يدنا له للعمل في الصالح العام. وله عقليته لا يسمع منا فيها كلمة وكل طرقي- أو غير طرقي- يكون أذنا سماعة، وآلة مسخرة فلا هوادة بيننا وبينه حتى يتوب إلى الله )) ج4 ص 399
- تحافظ الجمعية على مبادئها فلا يعني وجود صوفية في أعضائها أنها تخلت عن محاربة البدع والمنكرات ففي الأصل السادس عشر للجمعية قال (( الأوضاع الطرقية بدعة لم يعرفها السلف ومبناها كلها على الغلو في الشيخ والتحيز لاتباع الشيخ وخدمة دار الشيخ وأولاد الشيخ إلى ما هناك من استغلال .... ومن تجميد للعقول وإماتة للهمم وقتل للشعور وغير ذلك من الشرور )) ولذالك لم يمر بضع أعوام حتى غادرها الكثير من الصوفية
- يرى وجوب الوحدة بين المذاهب من إباضية وغيرها ولما حدث نزاع بين المالكية والإباضية فداعهم الى أخوة الدين فقال ((فأجبتهم بأننا دعاة إصلاح واتحاد بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم )) ويصف الإباضية في إحدى رحلاته قائلا ((واحتفل بنا في مستغانم جماعة إخواننا الإباضية ولقينا منهم من الإكرام مثل ما كنا نلقاه دائماً منهم في رحلتنا ))
- في مجالس الناس العامة لا يحب الشيخ التعرض لمسائل الخلاف فإنها توغر الصدور قال وهو يتحدث عن أحد شيوخ الزوايا (( ومما شاهدته من أدب الشيخ مضيفنا وأعجبت به أنه لم يتعرض أصلاً لمسألة من محل الخلاف يوجب التعرض لها على أن أبدي رأيي وأدافع عنه فكانت محادثاتنا كلها في الكثير مما هو محل اتفاق دون القليل الذي هو محل خلاف )) ثم ذكرأن أحدهم أفسد المجلس لما قال "هؤلاء المفسدون الذين يسمون أنفسهم مصلحين ينكرون الولاية" قال الشيخ أبن باديس (( ووجدت نفسي مضطراً للبيان )) ثم بين معنى الولاية وكان مما قال في آخر كلامه (( فلو أن إخواننا المنتمين للتصوف قبلوا أن يوزن كلام الشيوخ بميزان الكتاب والسنة مثل غيرهم من علماء الإسلام ورضوا بالرجوع الحقيقي لقوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} لبطل الخلاف أو قل" فرضي أهل المجلس هذا الكلام وسكت السيد أحمد بن اسماعيل وقال الشيخ سيدي أحمد هذا مما لا يخالف فيه أحد فقلت له مثلكم من يقول هذا وتكلم الشيخ المفتي بما فيه تأييد لما قلناه ))
المرجع آثار الشيخ