بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر موضوع البدع من
المواضيع المهمة لدى العلماء وطلبة العلم وكثير من الناس لم يلم بهذا الموضوع وقد يقع في البدعة دون شعوره فالبدع في الدين منهي عنها وقد
جاء عن بعض السلف أن البدعة احب للشيطان من المعصية وقد حذرت النصوص تحذيرا شديدا
من البدع وأهلها وجعل الشرع كل بدعة ضلالة وهكذا درج السلف في التحذير من البدع
وأهلها إذ البدع فساد للدين ولذا وجب على كل مسلم مهتم بدينه ويسعى للتقرب إلى الله بما شرع أن يلم بهذا الموضوع بقدر ما يستطيع لكي يحصن نفسه ويحفظ أعماله فإن قبول العمل يرتكز على ركيزتين اثنتين الأولى الإخلاص ويضادها الشرك والرياء والثانية متابعة النبي صلى الله عليه وسلم والإقتداء به ويقابلها الإحداث والإبتداع
وقد ألف العلماء تآليف كثيرة في هذا
الباب أشهرها الباعث على أنكار البدع والحوادث وكذا المدخل لابن الحاج وغيرها من المؤلفات النافعة إلى
أن جاء الشاطبي وحاول جمع شتات العلماء من مؤلفات وأقوال بشكل تأصيلي متبوع
باستقراء النصوص الشرعية والآثار السلفية وفي العصر الحديث أيضا ألفت كتبا كثيرة
في بيان البدع أصولا وفروعا وأمثلتها ويعتبر الكتاب الذي بين أيدينا من الكتب العصرية
المهمة في هذا الباب فلغتها ليست تلك اللغة التي تستعصي على العامة فهمها وترتيبه
ترتيب جيد حيث يسهل تصور مسائل الكتاب وترابط مواضيعه بخلاف ما كتبه الشاطبي إذ
اللغة فيه تحتاج بعض الشئ إلى تركيز وإلمام بعض الشئ باللغة والمفردات إضافة للإستطراد في ذكر الشواهد من النصوص
والآثار مما يجعل القارئ البسيط يستكثر صفحات الكتاب وقد لا يدري وجه الإرتباط بين فصول الكتاب ولقد جاء كتاب الجيزاني الموسوم قواعد معرفة البدع جيدا في بابه لأهل هذا الزمان فقد جمع اهم الأشياء فيه دون إخلال بأسلوب سهل ماتع لا يمل القارئ وهو يتابع محاور الكتاب ويتقلب بين صفحاته فجزاه الله خيرا
وقد حاول مؤلفه أن يبني القواعد التي وضعها على طريقة
القواعد الفقهية التي كتبها الفقهاء بحيث يجعل قواعد عامة في البدع فيندرج تحتها مجموعة من الفروع الجزئية وقد
جعل لكتابه مدخلان ففي الأول درس مفهوم البدعة وفي الثاني ذكر أصول الإبتداع ثم
جعل في مبحث مستقل قواعد لمعرفة البدع ثم جعل كل مجموعة من القواعد تندرج تحت أصل
من الأصول فكانت ثلاثة أصول فالأول التقرب إلى الله بما لم يشرع وفيه عشرة قواعد
والثاني الخروج على نظام الدين وجعل تحته ثمانية قواعد والثالث الذرائع المفضية
إلى البدع وتندرج تحته خمسة قولعد فكان مجموع القواعد ثلاثة وعشرون قاعدة وقد وضع
تحت كل قاعدة من هذه القواعد أمثلة لتتوضح أكثر فجاء الكتاب مرتبا ومنسقا وسهل
الفهم نافعا بإذن الله