بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 . مولده ونشأته
مع علم من اعلام الأمة الإسلامية مع رائد من رواد الإصلاح إنه شيخ الجزائر وصديق الشيخ عبد الحميد بن باديس هو الشيخ محمد البشير الإبراهيمي الذي ولد بقرية في ولاية برج بوعريريج تسمى رأس الوادي في 14 يونيو عام 1889، وكانت أسرته معروفة بالعلم والدين والأخلاق فحفظه عمه القرآن الكريم وهو ابن تسعة سنوات وكان لعمه الفضل في إكتشاف موهبته العلمية وتكوينها وسقلها فحفظه المتون الشرعية واللغوية وقد قال العلماء من حفظ المتون حاز الفنون فحفظ ألفية ابن مالك في النحو وألفية العراقي في السيرة وغيرها وقد دأب على التدريس في سن مبكرة فارس التدريس وعمره أربعة عشرة سنة حيث درس تلاميذ عمه بعد وفاته وظل على ذالك حتى العشرينيات من عمره2 . هجرته للمدينة المنورة والتقاءه الشيخ ابن باديس
كان أبوه قد هاجر إلى المدينة المنورة هروبا من الاستعمار الفرنسي فلحق إبنه الشيخ البشير الإبراهيمي سنة 1911، وفي طريقه أستوقفته ام الدنيا فقضى في مصر ثلاثة شهور، والتقى هناك بالعديد من علماء مصر وأدبائها وشعرائها وكتابها، وحضر دروس العلم في الأزهر الشريف، ولما بلغ المدينة المنورة، أكمل تعليميه الديني على أيدي كبار علمائها فكان موسوعة حقا
وكان أكثر ملازمة للشيخين العزيز الوزير التونسي، والشيخ حسين أحمد الفيض أبادي الهندي، ولم يلبث حتى أصبح يلقي الدروس للطلبة في الحرم النبوي، وكان شغوفا بالمخطوطات والعلوم فقضى هناك غالب وقته يقلب صفحات الكتب المخطوطة والمطبوعة .
وفي موسم الحج عام 1913 هناك في المدينة قدر الله عز وجل له ان يلتقي مع رفيق دربه الشيخ عبد الحميد ابن باديس، وفي تلك اللقاءات والجلسات العلمية تكونت فكرة الجمعية وإصلاح حال البلاد الجزائرية وحال العباد هناك.
3 . عودته للجزائر ونظاله التعليمي والسياسي في جمعية العلماء
ثم انتقل الشيخ الإبراهيمي في سنة 1917، لتدريس الآداب العربية في سوريا بدعوة من حكومتها بالمدرسة السلطانية (مكتب عنبر)، وقد ألقى دروسا هناك في جامع سوريا المشهور الجامع الأموي،
ولما عاد إلى الجزائر سنة 1920، أعجب بعد وصوله بما وصل إليه الشيخ ابن باديس جراء فكرته الإصلاحية ونشاطه الدعوي، فأقام بمدينة سطيف وأنشأ بها مدرسة ومسجدا يبث من خلالها أفكاره الدعوية الإصلاحية ورفض الوظيفة الحكومية المعروضة من المستعمر وكان الرجل يمارس التجارة لتحصيل لقمة عيشه ، ولم تنقطع إتصالاته بالشيخ ابن باديس. ولما تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أصبح البشير الإبراهيمي نائبا لرئيسها وفي عام 1933 اختار الغرب الجزائري وبالضبط مدينة تلمسان لممارسة النشاط الإصلاحي ، وهناك أفتتح المدرسة المشهورة مدرسة الحديث فكان انجازا رائعا .
ونظرا لنشاطه المتصاعد فقد أصبح مصدر إزعاج للسلطات الفرنسية فقررت نفيه سنة 1940 إلى أفلو بالجنوب الغربي الجزائري، وبعد أسبوع من نفيه مات الشيخ بن باديس، واتخب الرجل بعدها رئيسا لجمعية العلماء المسلمين وكحال كل المناظلين فقد أدخل الشيخ الإبراهيمي السجن العسكري الفرنسي وهناك ذاق أشد انواع التعذيب، وبعد إطلاق سراحه أنشأ جريدة البصائر وأسس معهدا ثانويا سماه بمعهد الشيخ عبد الحميد بن باديس.
لقد ساهم الشيخ الإبراهيمي بشكل واضح بالقلم واللسان في التعريف بالقضية الجزائرية، ومع انطلاق الثورة التحريرية الكبرى سنة 1954.
لقد ساهم الشيخ الإبراهيمي بشكل واضح بالقلم واللسان في التعريف بالقضية الجزائرية، ومع انطلاق الثورة التحريرية الكبرى سنة 1954.