-->
موقع الكتب التعليمية موقع الكتب التعليمية
recent

آخر الأخبار

recent
مواقف وأفكار
جاري التحميل ...
مواقف وأفكار

موقف الشيخ ابن باديس من المشاركة السياسية والأحزاب السياسية -ج1-

موقف الشيخ ابن باديس من الأحزاب
بسم الله الرحمن الرحيم 
لقد كثر الكلام حول موقف الشيخين ابن باديس والإبراهيمي من الممارسة السياسية ومن الأحزاب السياسية وأخذ البعض ممن لم يجمع كلامهما في الموضوع ينظر لموقفهما بتجزئة إما منبعها قلة البحث أو القصد لإثبات رأيهم وكفى
 لنتفق بداية أن موقف أي شخص في مسألة ما يكون بجمع كلامه ومواقفه ثم إن ألفاظه إما أن تكون صريحة في المسألة أو غير صريحة فلا يمكن القول إن فلانا حرم كذا ما لم يكون كلامه صريح في المسألة أما الإباحة فأمرها أوسع فالفعل الظاهر دليل على الإباحة وخاصة إن كان من عالم مصلح وأما الترك فلا يدل لأنه يحتمل تركه للشئ لا لحرمته بل لأسباب أخرى
والسؤال الذي نحاول الإجابة عنه هل صرح الشيخان بتحريم الإشتغال بالسياسة أو بحرمة الأحزاب السياسية ؟
يتضح من خلال ما كتبه بعض من ينسب للشيخين تحريم الإشتغال بالسياسة أو تحريم الأحزاب السياسية أنهم لم يستطيعوا إيجاد نص صريح في ذالك فالنصوص المنقولة عنهم غير صريحة محتملة للتأويل ويعارضها نصوص أخرى منقولة عنهما لا تفيد التحريم
من ذالك ما نقلوه عن الشيخ قوله ((  فإننا اخترنا الخطة الدينية على غيرها، عن علم وبصيرة وتمسكاً بما هو مناسب لفطرتنا وتربيتنا من النصح والإرشاد....
ولو أردنا أن ندخُل الميدان السياسي لدخلناه جهراً، )) وهذا الكلام المنقول عن الشيخ وقد نقلته مختصرا أياه فهذا هو أشد متمسكهم ولا أدري كيف سمح هؤلاء لأنفسهم بالقول أن هذا الكلام دليل على تحريمه للمارسات السياسية فهل إذا اختار الشيخ طريقة ما في الإصلاح فهل يعني حرمة غيرها كيف وقد ذكرأن سبب اختياره للخطة الدينية مناسبتها لفطرتة وتربيته وتكوينه الديني العلمي كما ورد في كلامه فقولها هذا يوحي أنه لا يرى تحريم الدخول للميدان السياسي لحرمته وإلا لفسر عدم دخوله بحرمة العمل السياسي
وفي آخر هذا المقال كلام لا ينقله هؤلاء لأن فيه نقيض مقصودهم فقد قال الشيخ  (( ثم ما هذا العيب الذي يعاب به العلماء المسلمون إذا شاركوا في السياسة… كلا لا عيب ولا ملامة وإنما لكل امرىء ما اختار ويمدح ويذم على حسب سلوكه في اختياره. )) وهذا الكلام صريح في أنه لا ملامة على من دخل في السياسة إلا بحسب سلوكه فيها وهذا الكلام أيضا يبين انه إنما إذا عاب مظهرا من مظاهر المشاركة السياسية فلا يفيد تحريمه له ما لم يصرح فقد يعيبه بسبب السلوكات المنحرفة التي رافقت المظهر السياسي فلما يعتمد من يروج أن الشيخ يحرم المشاركة السياسية على ذمه للإنتخابات حين ذمها في احد كلامها وأخبر أنها كثيرا ما احدثت الفرقة فإنهم يخطئون في ذالك فقد يكونه ذمه لما أحاط بالفعل من سلوكات سيئة وإلا لماذا لم يحرمها صراحة بالقول فهل هو عاجز عن ذالك وما يجعلنا نؤيد أن ذم الشيخ للإنتخابات إنما هو لما رافقها من تلك المظاهر وليس لاعتقاده حرمتها أن الجمعية كانت تعتمد على طريقة الإنتخابات في تحديد أعضائها وأيضا مدحه لحسن اختيار تلاميذ الجمعية لمن ينوبهم عن طريق الإنتخاب ولو كان محرما لذاعت فتواه بين تلاميذه فقد قال في تلاميذ الجمعية (( وقد تجلت قوتهم في الانتخابات الكثيرة بعمالة قسنطينة وعمالة وهران وهم لم ينتظموا انتظام الأحزاب فكيف لو انتظموا؟)) وبسبب ما أحدثته جمعية العلماء من وعي داخل المجتمع الجزائري اتهمتها السلطات باشتغالها بغير العلم وضيقت عليها وقد مدح حسن إختيار تلاميذ الجمعية لمن ينوبهم عن طريق المشاركة في الإنتخابات وأخبر أن هذا من أسباب نقمة الحكومة الفرنسية على الجمعية ورجاله والسؤال إذا كانت الجمعية والشيخ ابن باديس ممن يحرمون الإنتخابات فلماذا لم ينهوا تلاميذهم عن ذالك ولماذا لم يشتهر قولهم عند تلاميذهم ولماذا لا توجد أي فتوى منهم في جرائدهم صريحة بالتحريم وقد حرم الشيخ ابن باديس التجنس بالجنسية الفرنسية أفيعجر أن يفتي بتحريم الإنتخابات صراحة كيف وقد كان من مطالب المؤتمر الإسلامي الذي دعى إليه السماح للشعب الجزائري بالإنتخاب .
أما موقف الشيخ من الأحزاب فهو يوضح موقف الجمعية فيقول (( إن الجمعية لا توالي حزباً من الأحزاب ولا تعادي حزباً منها، وإنما تنصر الحق والعدل والخير من أي ناحية كان وتقاوم الباطل والظلم والشر من أي جهة أتى )) فهذا بيان تام من موقف الجمعية من الأحزاب السياسية والسؤال : لماذا لم يقل (( إن الجمعية ترى حرمة التحزب وإنها لا تعترف بهذه الأحزاب)) والشيخ رحمه الله تعاون مع الأحزاب واتصل بهم يقول وهو يتحدث عن وفد جمعية العلماء إلى الأحزاب كما ان الشيخ قد دافع عن رجال الأحزاب فقد دافع عن مصالي الحاج والشاعر مفدي زكرياء في جرائد الجمعية لما اعتقلتهم السلطات الفرنسية  ويراسل الشيخ احد قادة الأحزاب التونسيين ويشكرهم فيقول  للدكتور الماطري رئيس الحزب الدستوري (( أشكركم وأشكر الحزب الدستوري )) فلم يأخذ الشيخ موقف المعاداة من الحزب فلو كان يحرمها فهل يشكر الرجل على فعل محرم وفي شكره الحزب دليل على عدم رؤيته تحريم التحزب وإلا فابن باديس قد دلس وأوهم الرجل أن ما يقوم به غير مستكره ولا محرم
وفي بعض كلامه ما يوحي أن الشيخ لا يرى حرمة الأحزاب السياسية فيقول وهو يتحدث عن جمعية العلماء ((ليس المصلحون حزبا- وربما يكونونه يوما من الأيام- ...  وقد تجلت قوتهم في الانتخابات الكثيرة بعمالة قسنطينة وعمالة وهران وهم لم ينتظموا انتظام الأحزاب فكيف لو انتظموا )) والسؤال ماذا يقصد الشيخ ابن باديس من قوله (( وربما يكونونه يوما من الأيان )) أليس في هذا الكلام إشارة واضحة أنه لا يرى حرمة الأحزب السياسية فالشيخ لا يمانع أن يكون المصلحون يوما ما حزبا من الأحزاب  
في الجزء الثاني  سنتحدث عن موقف الشيخ الإبراهيمي من السياسة والأحزاب
تابع الجزء الثاني

  موقف الشيخ الإبراهيمي -من المشاركة السياسية والأحزاب السياسية – ج2 -





 المكتبة الشاملة

المكتبة الشاملة

مدونة تهتم بنشر جديد الكتب في مختلف المجالات الدينية والأدبية والتعليمية والعلمية كما تهتم بنشر مواضيع ثقافية تربوية تعليمية .

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

إحصائيات المدونة

المتابعون

تغريداتي على تويتر

جميع الحقوق محفوظة

موقع الكتب التعليمية

2017

Example Markup for HTML: google.com Example Markup for BBCode: [url=http://google.com]google.com[/url]