بسم الله الرحمن الرحيم
يبدوا أن هموم المصلحين لا يسعها قطر ولا وطن فهمهم هم أمتهم وهم أوطانهم هو
جزء من همهم الأكبر وإصلاح الوطن عندهم ما هو إلا خطوة لإصلاح الأمة فلا عجب أن
تكون علاقات وزيارات وتتبع لأخبار بعضهم البعض
فهذه جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لم تغلق على نفسها داخل وطنها بل مدت
يدها لكل حركة أبية فلم يكن عمل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قطريا وطنيا
فحسب بل كان لها صدى عالمي وعلاقات عالمية مع مختلف التيارات الإسلامية الساعية
للإصلاح فقد بلغ صداها الكثير من ربوع العالم على قلة وسائل الإتصال يومها ولكن
همة المصلحين عالية وبركة الله عز وجل للمخلصين لا تنقطع فمن العجيب أن يصل صدى
جمعية العلماء إلى أواسط آسيا
فقد كان للجمعية اتصالات مع كبرى الجماعات الإسلامية العالمية العاملة على بعث
روح الدين الإسلامي من جديد والساعية لتخليص البلاد من وطئة الإستعمار
وكان لرجال الجمعية عمل في الخارج وزيارات رجالها للعديد من الحركات معروف في
عهد فهذا الشيخ الإبراهيمي عالم الجمعية قد ألتقى مصلح باكستان الشيخ المودودي في
عقر داره ليجد أن أخبار الجمعية بلغت بيت الشيخ المودودي قبل وصول الشيخ
الإبراهيمي فقال عنه لما عاد إلى الجزائر (( والعلّامة المودودي وثيق الصلة بجمعية العلماء
الجزائريين، من طريق جريدة «البصائر»، متتبع لحركتها، معجب بها وبأعمالها، قويّ
الشعور بقرب المسافة بين مبادئها ومبادئه ))
وهناك في
باكستان زادت معرفة الشيخ الإبراهيمي بالشيخ المودودي معرفة شخصية
والشيخ المودودي هو مؤسس الجماعة الإسلامية الباكستانية التي لايزال نشاطها
قائما إلى اليوم وكان المودودي يطالب الحكومة الباكستانية في عدة مناسبات بتطبيق
الشريعة الإسلامية بل وأعد دستورا لذالك استمده من الشريعة
الإسلامية قال عنه الشيخ الإبراهيمي (( المودودي وحده أقدر رجل على وضع
الدستور الإسلامي المنشود لدولة باكستان، ))
لما زار الشيخ الإبراهيمي الشيخ المودودي في بيته تحدث عن الزيارة في جريدة
الجمعية لما عاد للجزائر وتحدث عن الشيخ المودودي فقال (( الأستاذ
العلّامة أبو الأعلى المودودي أمير الجماعة الإسلامية بباكستان؛ أصفه وصف العارف
الذي قرأ وشاهد... بل لم أرَ مثله في خصائص امتاز بها عن علماء الإسلام في هذا
العصر، منها الصلابة في الحق... والعزُوف عن مجاراة الحاكمين فضلًا عن تملّقهم
))
وكان المودودي يسعى للضغط على الحكومة الباكستانية لتطبيق الشريعة الإسلامية
فاعتقلته وحكمت عليه بالإعدام فراسل الشيخ الإبراهيمي الحكومة طالبا منه الصفح عنه
وقال أن من أهداف رسالته للحكومة الباكستانية أن تعي جيدا أن ما اعتقلت بسبب المودودي
وترى انه جريمة هو مطلب كل مسلم غيور على دينه وإسلامه ان يكون بلده حاكما بشريعة
الإسلام .
المرجع آثار الشيخ الإبراهيمي ج4 ص 186- 191