بسم الله الرحمن الرحيم
النهي عن الزيادة في الدين
من المقرر شرعا عند علماء الأمة قاطبة سلفا وخلفا أن المشرع هو الله عز وجل فلا تشريع إلا ما شرعه الله سبحانه وتعلى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم القولية او الفعلية او التقريرية ما هي إلا كشف عن حكم الله عز وجل في القضية المعنية بالتشريع وإلا فما كان لرسول الله الحق في التشريع إستقلالا وكذالك حال العلماء فوظيفة العلماء هي البيان والتوضيح بما رزقهم الله من علم وبما سعو إليه من اجتهاد في تحصيل ذالك العلم بتوفيق من الله عز وجل وحينها ينتهي دورهم فدوراهم لا يعدوا إلا ان يكون بيانا وفق ما فهموه هم ولذا فقد يصيبون وقد يخطؤون والمصيب منهم له أجران والمخطئ أجر الإجتهاد وبذل الجهد وأجر إصابة الحكم أما المخطئ فله أجر واحد وهو أجر الإجتهاد ومن فضل الله عليه أن لم يجعل له وزر الخطأ
فبذالك يتقرر أن الله عز وجل قد أكمل الدين وقد قال في كتابه (( اليوم أكملت
لكم دينكم )) فدين الله قد اكتمل فروعا وأصولا ولم يبق للعلماء إلا البيان فحسب وقد كتب عليهم البيان بما أستودعه من امانة
العلم ونشره فليس لهم الزيادة في دين الله شيئا وليس لهم افنتقاص منه أي شئ
فزيادة شئ في دين الله والإدعاء أن لهذا الفعل فضلا ولم يثبت الشرع له ذالك
الفضل لا في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم إستدراك على الشرع أو
يتضمن إتهاما لرسول الله بالكتمان أو إتهامه بعدم العلم أو التصير في الفعل أو
القول فمعاذا الله أن يقول مسلم ذالك ورسول الله هو الأعلم منا بالله عز وجل
والأتقى له سبحانه وتعالى كما اخبر فالخير كما قيل كل الخير في اتباع رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومن سلف من صالحي هذه الأمة من الصحب الكرام واتباعهم الأطهار
والشر كل الشر في إحداث شئ في دين الله لم يفعلوه فهم لم يتركوا خير إلا وفعلوه بل
وسارعوا إليه ولن يدرك خلف الأمة سلفها وذالك فضل الله يؤتيها من يشاء
ما قيل في الإحتفال بالمولد النبوي
ومما كثر فيه الكلام قديما وحديثا مما يتصل بحديثنا موضوع الإحتفال بالمولد النبوي ذالك اليوم الذي يتكرر في كل سنة من شهر ربيع الأول وقد اتخذه بعض المسلمين عيدا أو هو كالعيد عندهم فرأيت أن أضع بين أيديكم هذه المطوية ليقرأها من أراد الإستفادة وليقوم بنشرها وتوزيعها إما مطبوعة لمن استطاع ذالك وله من الأجر قدر ما تبلغ أو يقوم بنشرها عبر مواقع التواصل الإجتماعي وله في ذالك خيرا كثيرا ورضا من ربه وتحتوي المطوية على كلام لجمع من فقهاء المالكية المشهوريين والمشهود لهم بالعلم والتحقي على رأسهم الفقيه الأصولي ابو إسحاق الشاطبي صاحب الكتاب العظيم الإعتصام الذي هدم به مستمسك المبتدعة فكان سيفا صارما حجة قاطعة لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد يليه الفقيه الأصولي صاحب القبس وأحكام القرآن فقيه المالكية ابو بكر ابن العربي المالكي ثم ابن الحاج صاحب الكتاب العظيم المسمى (( المدخل )) في محاربة البدع وأيضا صاحب أشهر شرح للرسالة الفقيه المالكي الفاكهاني الذي قال بكل صراحة ليس لهذا العمل أصل لا في كتاب ولا سنة ولا عمل به سلف بل هو محدث وقسمه على الأحكام الخمسة فقال لا هو في دائرة الوجوب ولا الندب وخلص انه من المنهيات التي يظن بالمسلم إجتنابها حفاظا على دينه والله المستعان
لذالك فإني أوصي نفسي وإخواني أن لا يتخذوا هذا اليوم عيدا فتخصيص ما لم يخصصه
الله ورسوله بفضل إبتداع في الدين
