1 . المولد والنشأة
هو الشيخ الفضيل الورتلاني إسمه الحقيقي إبراهيم بن مصطفى ولد في 2 جوان 1900 في بني ورثيلان بولاية سطيف شرقي الجزائر وإليها نسب، ترعرع الرجل في أسرة دين وعلم ،فجدُّه كان من علماء منطقته المشهورين
في
مسقط رأسه أخذ تعليمه الأولي على يد علماء من أقاربه وأهل قريته, فأخذ هناك مبادئ العلوم الشرعية من عقيدة وتفسير وفقه وأصول
وعلوم اللغة العربية
لقد كان الشيخ الورتلاني ممن عشق العلم والمعرفة, فقصد مدينة قسنطينة مدينة العلم والعلماء سنة 1928 قسنطينة ولا تبعد هذه المدينة كثيرا على مسقط رأسه ليلتقي هناك رائد الإصلاح الشيخ عبد الحميد بن باديس فأخذ عنه ما أمكنه من علوم شرعية ولغوية , وقد كان ذهن الرجل وقاد حاد الذكاء سريع البديهة فكان يتدرج في إكتسال المعارف الدينية والشرعية بسرعة كبيرة , ولم يمض وقت طويلا حتى كسب ثقة شيخه ابن باديس فجعله مساعدا له في مجال التدريس في زمن قصير من ملازمته قدرت بأربع سنوات
لقد كان الشيخ الورتلاني ممن عشق العلم والمعرفة, فقصد مدينة قسنطينة مدينة العلم والعلماء سنة 1928 قسنطينة ولا تبعد هذه المدينة كثيرا على مسقط رأسه ليلتقي هناك رائد الإصلاح الشيخ عبد الحميد بن باديس فأخذ عنه ما أمكنه من علوم شرعية ولغوية , وقد كان ذهن الرجل وقاد حاد الذكاء سريع البديهة فكان يتدرج في إكتسال المعارف الدينية والشرعية بسرعة كبيرة , ولم يمض وقت طويلا حتى كسب ثقة شيخه ابن باديس فجعله مساعدا له في مجال التدريس في زمن قصير من ملازمته قدرت بأربع سنوات
2 . مساهمته في جمعية العلماء المسلمين ونضاله
ولما تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في 5 ماي 1931 والتي ضمت كثيراً من علماء الجزائر المصلحين الذين آلمهم حال البلاد والعباد وعين الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيساً لها عن طريق الإنتخاب. وحينها كثرت مشاغله الشيخ فقد أصبح كثير التجوال والترحال بين مدن الجزائر يعرف بالجمعية واهدافها وينشر الخير والدين حينها عيَّن ابن باديس الفضيل الورتلاني مساعداً له في التدريس ورفيقاً له في رحلاته الدعوية وأوكل له مهمة ان يكون كاتبا في مجلة الجمعية مجلة الشهاب.
كان الشيخ عبد الحميد ابن باديس واسع النظر مطلع على الأحداث رأى انه من الواجب تبليغ الدعوة إلى أبناء الجزائر ممن أجبرتهم الظروف إلى الهجرة إلى فرنسا فامتد إهتمامه إلى المغتربين ، ورأى أن ذالك من واجبات الجمعية أن تحصن إسلام هؤلاء وتحفظهم من الذوبان في تلك الحضارة الغربية المتحللة، فلما قرر الإهتمام بأولئك لم يجد أفضل من تلميذه البار الشيخ الفضيل الورتلاني فأوكل إليه هذه المهمة الشاقة
التي تتطلب إيمانا قويا وإخلاصا وثقة بالنفس وشجاعة وعقلا راجحا ذو نظر ثاقب يوازن بين الأشياء ويحسن قراءة الأحوال والظروف إضافة أن الشيخ الورتلاني كان متقنا للهجة القبائلية التي يتحدثها أغلب المغتربين في فرنسا من أبناء الجزائر وزيادة على ذالك إتقانه للغة الفرنسية ومعرفته بثقافة القوم
نزل الشيخ الورتلاني في باريس سنة 1936م وهناك بدأ بهمة عالية مشروعه الإصلاحي ونشاطه الديني واتصل بكل الفئات الجزائرية من بسطاء الناس عمالا وطلبة، وأنشأ النوادي لتجمع شتات هؤلاء وهناك يتعلمون امور دينهم ويحفظون اخلاقهم وعقائدهم فيبقوا على إتصال بالقضية الأم قضية الشعب الجزائري فاستطاع بفضل جهده المتواصل فتح العديد من النوادي الجزائرية.
وحينها شعرت السلطات الفرنسية بالخطر فقد كانت تراقب كل ما يحدث عن بعد فضيقت على الشيخ، وهدد برسالة بالقتل، فاضطُّر إلى الهرب من فرنسا إلى القاهرة.
وفي
القاهرة دخل إلى جامع الأزهر وهو الشغوف بالعلم المحب للثقافة والفكر فتحصل على الشهادة العالمية من كلية أصول الدين، ولم ينس أبدا قضيته الكبرى فواصل
الجهاد وهو في ديار الغربة معرفا بقضية الجزائر داعيا لخدمة هذه القضية وكل قضايا المسلمين ، فشارك في تأسيس اللجنة العليا للدفاع عن الجزائر سنة 1942م .كما أسس سنة 1944م جبهة
الدفاع عن شمال أفريقيا، ثم مكتب جمعية العلماء المسلمين في القاهرة سنة 1948م، والذي استقبل فيه الشيخ محمد البشير الإبراهيمي سنة 1952م
وهناك في مصر كان نشاط متزايد لحركة الإخوان المسلمين فتعرف عليها وانظم إلى هذه الحركة وتوطدت بينه وبين الشيخ حسن
البنا رابطة وطيدة ، ولأن للشيخ الفضيل لسانا فضيحا فهو خطيب له القدرة على الإقناع فقد جعله الإمام حسن البنا ينوبه في إلقاء درس الثلاثاء في مقر الجماعة غن غاب الشيخ البنا.
وقد شارك الفضيل في قضايا ألمت بالأمة فامتد نشاطه إلى مساندة الأحرار في اليمن، حيث كانت حركة معارضة قوية ضد الإمام حاكم اليمن وكان لليمنيين رغبة قوية في الإصلاح
والتغيير، فاختار حسن البنا الشيخ الفضيل وأرسله إلى اليمين سنة 1947 م، وهناك نجح في توحيد صفوف المعارضة،
وهيأ الناس لإكمال التغيير بخطبه الحماسية ولسانه المؤثر.
وبعدما نجحت المعارضة في الوصول إلى الحكم واتهم الورتلاني بالمشاركة في محاولة انقلابية فقبض
عليه ثم أطلق سراحه مع ثلة ممن شملهم العفو ذالك العفو الذي سخر منه الشيخ (الإبراهيمي) في جريدة البصائر. ثم تنقل الشيخ الفضيل بين البلدان هاربا متخفيا حتى وافقت لبنان على استقباله سرًا.
وفي مصر لما قامت حركة الضباط الحرار بالإطاحة بالملك فاروق تغيرت الأوضاغ فعاد الفضيل إلى مصر مرة أخرى ، واستقبله استقبالاً حافلا من علماء مصر وسياسييها ؛ ثم عاد الرجل إلى بيروت سنة 1955م.
3 . وفات الشيخ الورتلاني
وهكذا ظل الشيخ منفحا ومدافعا عن قضايا الجزائر حتى أصيب بمرض فتاّك نقل إلى أحد مستشفيات تركيا وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة في 12 مارس 1959 م ونقلت رفاته إلى مسقط رأسه بعد الإستقلال سنة 1987م
قامت جمعية العلماء الجزائريين بجمع مقالات الفضيل الورتلاني
في كتاب ضخم تحت عنوان "الجزائر الثائرة".